أشهر الخلفاء، أعظم خليفة بعد الخلفاء الراشدين، يحج عاما ويغزو عاما، ملك ملوك الأرض، العصر الذهبي الذي تفوقت به الأمة في كافة المجالات.
- حيث في مثل هذا اليوم.
- توفي الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد "الحاج الغازي".
- و ذلك في 30 ربيع أول 193 هجري الموافق في تاريخ 809/03/24 م.
- ابيه: الخليفة العباسي محمد المهدي.
- امه: خيزران بنت عطاء الجرشية.
- قالوا عنه.
- قال الذهبي: كان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي إذا وعظ.
- قال الخطيب البغدادي: كان يحب الفقه والفقهاء، ويميل إلى العلماء.
- قال الفضيل بن عياض: ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره.
ولادته ونشأته.
- ولد في مدينة الري في بلاد فارس عام 149 هـ الموافق 766م، وكان والده والياً عليها، تربى الرشيد مع أولاد الأمراء والقادة في الدولة العباسية ومع إخوته بالرضاعة الفضل وجعفر أولاد يحيى البرمكي الذي صار له مكانة عظمى بالدولة العباسية.
- وفي عام 151 هـ عادت أسرة المهدي إلى بغداد، وقد أصبح المهدي ولياً للعهد. وعاش الرشيد طفولة هادئة ومستقرة في ظلّ رعاية والده وجده أبو جعفر المنصور، وكان ممن تولى تربيته وتعليمه عالم النحو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي المعروف (الكسائي)، الذي ظل معه حتى وفاته.
صفاته الجسدية.
كان الرشيد أبيض جميلا مليح الشكل طويلا.
قيادته للجيش
- عندما أصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القادة الكبار وأمراء الدولة، وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عاما، وخرج الجيش عام 163 هـ الموافق 780م إلى أراضي الدولة البيزنطية وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها "سمالوا" ثمانية وثلاثين يوما حتى انتهى الأمر بفتحها، وعاد الرشيد بالجيش سالما محملا بالغنائم فاستقبله أهل بغداد وكافأه الخليفة محمد المهدي بتعيينه واليا على بلاد أذربيجان وأرمينية.
وصوله إلى القسطنطينية
- في عام 165 هـ الموافق 782م تزوج الرشيد ابنة عمه زبيدة بنت جعفر بن أبو جعفر المنصور، وبعد الزواج بفترة قصيرة أرسله والده المهدي لقيادة جيش آخر لغزو الدولة البيزنطية، مكون من 95,793 رجلا. وصل جنود الرشيد خليج البحر المطل على القسطنطينية، وكانت حاكمتهم يومئذ أيرين زوجة أليون الملقبة (أغسطه)، وهي وصية العرش لابنها قنسطنطين البالغ من العمر تسع سنوات، فطلبت الصلح من الرشيد، بعد أن رأت القتل في الروم، على أن تدفع له سبعين ألف دينار كل سنة، فقبل ذلك منها وأرسلت معه الهدايا لوالده الخليفة المهدي وتعاهدت مع الرشيد على هدنة ثلاث سنين.
- وعاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد، وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي، فأصبح هارون الرشيد ولي العهد الثاني
تولي الخلافة.
- بويع الرشيد بالخلافة ليلة الجمعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي الذي كان يسعى الى نقل ولاية العهد من الرشيد الى ابن الهادي، وكانت بداية خلافة الرشيد في 14 ربيع الأول 170 هـ الموافق 14 سبتمبر 786م وكان عمر الرشيد وقتها عشرين سنة.
من اعماله.
- للخليفة العباسي هارون الرشيد أعمال كبيرة يستحيل جمعها فليس من المستغرب أن يكون الرشيد رمزا للعصر الذهبي، وهذه بعض أعماله:
* أصدر الرشيد عند توليه الخلافة عفوا عامًا عن كل من كان هاربا أو مستخفيا عدا بعض الزنادقة.
* إستعمل الرقة عاصمة لهُ بين عامي 799 و 800م ليكون قريبا من حدود الدولة البيزنطية التي يحاربها، وقد شيّد مدينة الواقفة قرب مدينة الرقة على ضفاف الفرات لتكون مقرًا صيفيًا لحكمه.
* اهتم هارون الرشيد بالإصلاحات الداخلية فبنى المساجد الكبيرة والقصور الفخمة وفي عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد.
* اعتنى الرشيد بالزراعة وبلورة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية.
* أسس شبكة تجارية في الدولة العباسية وذلك لتشجيع التبادل التجاري بين الولايات و واسس لاجل ذلك نظام حراسة في طرق التجارة بين المدن.
بناء العتبة العلوية
- في عام 786م قام هارون الرشيد ببناء مسجد عظيم فوق قبر الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب (ك)، وكان الخلفاء العباسيين يعلمون مكان القبر من جدهم عبد الله بن عباس (ر)، وعندما سيطروا على الحكم أمر الخليفة العباسي ابو العباس السفاح بوضع تابوت خشبي جميل فوقه، واستمر. الوضع على ذلك الى أن تولى هارون الرشيد وأمن خطر الخوارج، ففام ببناء المسجد فوق القبر
بيت الحكمة
- أنشأ بيت الحكمة في بغداد والتي كانت فقط للخلفاء، فجعلها متاحة للجميع وزودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض. وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة، وخُصصت بعضها للكتب، وبعضها للمحاضرات، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين.
- كما تمت في عهده أول ترجمة إلى العربية لأشهر كتاب علمي عرف في التاريخ وهو "كتاب الأصول (الأركان) في الهندسة والعدد لإقليدس، وتطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية.
- ولتقوية بيت الحكمة بنى هارون الرشيد أول مصنع للورق ببغداد سنة 795 م، وصار سوق الوراقين لاحقا الذي يضم مئات الحوانيت التي تبيع السلع الورقية الفاخرة مفخرة عاصمة العباسيين وكان ورق بغداد يقدر تقديرا عاليا في المنطقة حتى أن بعض المصادر البيزنطية تسمي الورق بصحف بغداد (Bagdatixon) في ربط مباشر بينه وبين مدينة بغداد.
حرصه على الرعية.
- كذلك كان الرشيد يتفقد احوال الرعية بنفسه فيدور بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم، بل كان أحيانا يطوف متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها.
بغداد في عصره.
- غدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأي والمناقشة، وثراء الجدل والحوار. كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع.
- وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده، وتطلب صداقته.
- فارتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة العباسية، فحقق ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وازدهار حضارتها.
نكبة البرامكة
- في ليلة السبت (أول صفر 187 هـ = 29 من يناير 803م)، أمر هارون الرشيد رجاله بالقبض على البرامكة جميعًا، والبرامكة هم أسرة فارسية يعود أصلُها إلى مدينة بلخ.
- وكان كبار البرامكة يحيى بن خالد البرمكي وزوجته وأبنائه الأربعة (جعفر والفضل وموسى ومحمد).
* يحيى بن خالد البرمكي كان مسؤولًا عن تربية الرشيد ووزيره.
* أم الفضل زوجة يحيى البرمكي كانت مرضعة الرشيد.
* الفضل البرمكي كان أخا الرشيد في الرضاعة والمسؤول عن تربية الأمين بن هارون الرشيد، وقائدا عسكريا.
* جعفر البرمكي فهو نديم الرشيد وخليله في المجالس، ووالي له.
* موسى البرمكي، فكان قائدًا عسكريًا كبيرًا.
* محمد البرمكي فكان متفرغا لأعمال ومشاريع أسرة البرامكة.
- وأعلن هارون الرشيد ألا أمان لمن آواهم، وأخذ أموالهم وصادر دورهم وضياعهم. وفي ساعات قليلة انتهت أسطورة البرامكة وزال نفوذهم، وتبددت سطوة تلك الأسرة التي انتهت إليها مقاليد الحكم وأمور الخلافة لفترة طويلة من الزمان، تلك النهاية المأساوية التي اصطُلح على تسميتها في التاريخ بـ"نكبة البرامكة".
- وأما كبار البرامكة فتم سجن يحيى البرمكي في سجن الرقة مع ثلاثة من أبنائه وهم موسى والفضل ومحمد، وتم قتل جعفر البرمكي، وأما زوجة يحيى البرمكي فتم توفير مسكن لها وللنساء البرامكة، وقد توفي يحيى البرمكي وإبنه الفضل في السجن في زمن هارون الرشيد.
- كان لتلك النكبة أكبر الأثر في إثارة شجون القومية الفارسية، فعمدت إلى تشويه صورة الرشيد ووصفه بأبشع الصفات، وتصويره في صورة الحاكم الماجن المستهتر الذي لا همّ له إلا شرب الخمر ومجالسة الجواري، والإغراق في مجالس اللهو والمجون؛ حتى طغت تلك الصورة الظالمة على ما عُرف عنه من شدة تقواه وحرصه على الجهاد والحج عامًا بعد عام، وأنه كان يحج ماشيًا ويصلي في كل يوم مائة ركعة.
الحركة العمرانية وتحصيناته
- كانت علاقة الرشيد بالإمبراطورية البيزنطية علاقة حرب وعداء كما كانت على عهد أبيه وجده، ولقد واصل هارون الرشيد استكمال تحصينات ثغوره المتاخمة للدولة البيزنطية، وأقام منطقة جديدة بين شمال الجزيرة وشمال بلاد الشام أطلق عليها اسم منطقة العواصم وجعل قاعدتها مدينة منبج في شمال شرق حلب ورتب فيها جيشا دائمًا.
وكذلك أهتم بمنطقة الثغور الشامية التي على الحدود بين آسيا الصغرى وسوريا فعمر فيها طرسوس وأضنة وعين زربه (ناورزا) كما أقام فيها حصونا جديدة مثل حصن الهارونية بين مرعش وعين زربه، اهتم الرشيد بمناطق الثغور وولى عليها ابنه الثالث أبا القاسم الملقب بالمؤتمن، كذلك اهتم الرشيد بتقوية الجيش العباسي حتى صار من أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت ثم وجه الحملات المتكررة على المواقع البيزنطية في آسيا الصغرى.
الى نقفور كلب الروم
- كانت شهرة هارون الرشيد قبل الخلافة تعود إلى حروبهِ ضد الدولة البيزنطية، فلما ولي الخلافة استمرت الحروب بينهما، وأصبحت تقوم كل عام تقريباً. وأضطرت الدولة البيزنطية أمام ضربات الرشيد المتلاحقة إلى طلب الهدنة والمصالحة، فعقدت إيريني ملكة الروم صلحاً مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية، وظلت المعاهدة سارية حتى نقضها إمبراطور الدولة البيزنطية نقفور الأول، الذي خلف إيريني في سنة 186 هـ.
وكتب نقفور إلى هارون: "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ (القلعة في الشطرنج)، وأقامت نفسها مقام البَيْدق (الجندي في الشطرنج)، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل أمثالها إليها، لكن ذلك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وأفتدِ نفسك بما يقع به المبادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك".
فلما قرأ هارون هذه الرسالة غضب غضبًا شديدًا ورد عليها برسالة مماثلة قال فيها: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام".
وخرج هارون الرشيد على رأس جيش كبير بلغ تعداده 135 ألفا وتوغل في آسيا الصغرى حتى وصل هرقلة عاصمة كورة بيثينيا فحاصرها واستولى عليها عنوة سنة 806 م وأعقب ذلك توجيه حملات متلاحقة بقيادة كبار قواده أمثال داود بن عيسى وشراحيل بن معن بن زائدة ويزيد بن مخلد.
وهزمت جيوش البيزنطيين ودمرت حصونهم واضطر الإمبراطور نقفور أن يتناسى خطابه ويعترف بهزيمته ويتعهد بدفع الجزية من جديد وفي ذلك يقول الطبري: "وبعث نقفور إلى الرشيد بالخراج والجزية عن رأسه وولي عهده وبطانته وسائر أهل بلده خمسين ألف دينار منها عن رأسه أربعة دنانير وعن رأس ابنه استبراق (هوستوراكيوس) بدينارين كما تعهد بأن لا يعيد ترميم الحصون التي دمرها الرشيد".
ويبدوا أن الضربات التي وجهها الرشيد إلى الدولة البيزنطية كانت عنيفة وحاسمة بدليل أنها لم تحاول الاستفادة بعد ذلك من الفتنة التي دبت بين الأمين والمأمون في استعادة ما فقدته في عهد الرشيد.
شهرته العالمية.
- يعتبر هارون الرشيد أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرا حتى في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية في عهد الإمبراطور شارلمان التي ذكرته باسم (ارون)، والحوليات اليابانية والصينية التي ذكرته باسم (الون).
- أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه لدرجة أن أخباره قد امتزجت فيها حقائق التاريخ بخيال القصص، ولاسيما كتاب "ألف ليلة وليلة" التي صورته بالخليفة المسرف في الترف والملذات، وأنه لا يعرف إلا اللهو وشرب الخمور ومراقصة الغانيات. والواقع أن هذا الخليفة كان من خيرة الخلفاء فقد كان يحج عاماً ويغزو عاماً، وذكر أنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي إذا وعظ. وقد تم فتح الكثير من البلدان في زمنه، واتسعت رقعة الدولة واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له ثم إن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة.
ساعة شارلمان.
- قام الخليفة هارون الرشيد بارسال الى شارلمان ساعة مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية، وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الآخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الإمبراطوري، كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه، وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم، أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته، واعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها، وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل، وأحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها، لكن المحاولة فشلت، فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها فقال شارلمان "انني أشعر بخجل شديد أن يعرف أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها.
ملك ملوك الأرض
- كان ملوك الأرض في زمن هارون الرشيد يدفعون له الجزية والخراج، وليس من المستغرب أن يقول هارون الرشيد لغيمة: " أمطري حيث شئتي فسوف يأتيني خراجك، وكان في عهده بداية لقب حمله الخلفاء العباسيون بشكل رسمي وهو لقب ملك ملوك الأرض.
وقد ورد في كتاب مروج الذهب للمسعودي:
أقرت ملوك الصين والترك والهند والزنج وسائر ملوك العالم لملك بابل بالتعظيم، وأنه أول ملوك العالم، ومنزلته فيها كمنزلة القمر من الكواكب، لأن اقليمه أشرف الاقاليم، ولأنه اكثر الملوك مالاً، وأحسنهم طبعاً، وأكثرهم سياسةً وحزماً، هذا في سنة 382 هجري في عهد الخليفة العباسي أحمد القادر وكانوا يلقبوا الخلفاء العباسيين بلقب شاهنشاه ومعناه ملك الملوك، ومنزلته من العالم كمنزلة القلب من الجسد والواسطة من القلادة، ثم يتلوه ملك الهند وهو ملك الحكمة والفيلة، ثم ملك الصين ملك الرعاية والسياسة وإتقان الصنعة، ويرزق جنده كفعل ملك بابل، ثم يتلوه ملك الترك ملك السباع والخيل ملكه بين الصين وخرسان، ثم يتلوه ملك الروم ملك الرجال ثم تتساوى باقي الملوك بالمرتبة.
وفاته.
- كان الرشيد في أواخر أيامه يخفي علته عن الناس، إذ يؤثر عنه أنه كشف عن بطنه لأحد أصدقائه فاذا عليها عصابة من حرير ثم قال له: "هذه علة اكتمها عن الناس" و اشتدت العلة بالرشيد وهو في طريقه إلى خراسان للقضاء على ثورة رافع ابن الليث وتوفي بمدينة طوس (مشهد الحالية في شمال شرق إيران) ودفن بها في جمادى الآخر في سنة 193 هـ الموافق 809م.
*** المصادر:
1) تاريخ الخلفاء، السيوطي.
2) اعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس، إتليدي
3) البرامكة في ظلال الخلفاء، محمد أحمد برانق
4) هارون الرشيد، أحمد أمين
5) تاريخ الامم والملوك، الطبري
6) سير اعلام النبلاء، الذهبي
7) مروج الذهب، المسعودي

****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.
****************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق